إدارة الشئون الفنية
إنما الأعمال بالخواتيم  1

إنما الأعمال بالخواتيم 1

05 أبريل 2024

خطبة الجمعة المذاعة والموزعة

بتاريخ 26 من رمضان 1445هـ - الموافق 5 / 4 /2024م

إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ]يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ  [ [آل عمران:102]. أَمَّا بَعْدُ:

فَيَا أَيُّهَا الْـمُسْلِمُونَ:

لَقَدْ خَلَقَنَا اللهُ لِتَوْحِيدِهِ وَطَاعَتِهِ، وَبَيَّنَ لَنَا طَرِيقَيِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ لِالْتِزَامِ طَاعَتِهِ وَتَجَنُّبِ مَعْصِيَتِهِ، وَأَمَرَنَا بِدَوَامِ ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ وَحُسْنِ عِبَادَتِهِ؛ قَالَ تَعَالَى: ]إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا [ [الإنسان:3]، وَأَمَرَنَا إِذَا عَمِلْنَا أَنْ نُحْسِنَ الْقَصْدَ فِي الْأَعْمَالِ، وَأَنْ نَرْجُوَ حُسْنَ الْخِتَامِ فِي الْمَآلِ، وَأَنْ يَحْذَرَ الْعَبْدُ سُوءَ مَصِيرِهِ وَمُنْقَلَبِهِ؛ لِئَلَّا يَغْتَرَّ عَامِلٌ بِعَمَلِهِ، وَلَا يَقْنَطَ مُقَصِّرٌ قَبْلَ أَجَلِهِ.

وَبِحَسَبِ نِيَّةِ الْعَبْدِ وَصِدْقِهِ مَعَ مَوْلَاهُ الْعَلِيمِ الْحَكِيمِ، وَاسْتِعْدَادِهِ لِلْخَيْرِ وَتَجَنُّبِهِ لِلشَّرِّ تَكُونُ الْعَوَاقِبُ وَالْخَوَاتِيمُ؛ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسًا وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ نَفْسٍ إِلَّا وَقَدْ عُلِمَ مَنْزِلُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَلِمَ نَعْمَلُ؟ أَفَلَا نَتَّكِلُ؟ قَالَ: «لَا، اعْمَلُوا؛ فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ» ثُمَّ قَرَأَ: ]فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [ [الليل:5-10]، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ مُقْبِلًا عَلَى اللهِ بِكُلِّيَّتِهِ؛ إِلَّا وَفَّقَهُ اللهُ وَلَمْ يَخْذُلْهُ أَبَدَ الْآبَادِ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْمَلُ فِيمَا ظَاهِرُهُ الصَّلَاحُ وَبَاطِنُهُ الْفَسَادُ إِلَّا خَذَلَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ؛ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَعْظَمِ الْمُسْلِمِينَ غَنَاءً عَنِ الْمُسْلِمِينَ فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا» فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، حَتَّى جُرِحَ، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَجَعَلَ ذُبَابَةَ سَيْفِهِ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْرِعًا، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ: «وَمَا ذَاكَ» قَالَ: قُلْتَ لِفُلَانٍ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَيْهِ» وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِنَا غَنَاءً عَنِ الْمُسْلِمِينَ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَا يَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ، فَلَمَّا جُرِحَ اسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ» [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ].

وَهَذَا سَبَبُهُ – وَاللهُ أَعْلَمُ – دَسِيسَةٌ فِي الْقَلْبِ وَدَخِيلَةٌ فِي النَّفْسِ، وَإِلَّا فَمَنْ حَسُنَتْ نِيَّـتُهُ وَصَلَحَ عَمَلُهُ وَصَدَقَتْ تَوْبَتُهُ: حَسُنَتْ خَاتِمَتُهُ؛ كَمَا فِي حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ- فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ - وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ- فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ - وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ].

عِبَادَ اللهِ:

وَلَمَّا كَانَتِ الْأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا، وَنَحْنُ الْآنَ فِي خَاتِمَةِ الشَّهْرِ الْمُبَارَكِ؛ كَانَ لِزَامًا عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَسْعَى فِي حُسْنِ الْخَاتِمَةِ وَالْعَمَلِ لَهَا، وَالْحَذَرِ مِنْ سُوئِهَا وَالْحِرْصِ عَلَى النَّأْيِ عَنْهَا، فَلَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِيهَا مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ» [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ].

وَكَيْفَ لَا يُشَمِّرُ الْعَبْدُ وَيَغْتَنِمُ الْأَوْقَاتَ، وَفِي صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا غُفْرَانُ الذُّنُوبِ وَتَكْفِيرُ السَّيِّئَاتِ؟ فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا: غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا: غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ].

فَأَرُوا اللهَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْرًا فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الْخَيِّرَةِ واللَّيَالِي الْمُبَارَكَةِ.

أَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُحْسِنَ خَوَاتِيمَنَا، وَيُصْلِحَ نِيَّاتِنَا وَأَعْمَالَنَا، وَيُجِيرَنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ، وَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الْأَعْمَالَ بِخَوَاتِيمِهَا، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ أَعَزَّ أَهْلَ الْإِيمَانِ بَدْءًا وَانْتِهَاءً بِهَذِهِ الشِّرْعَةِ وَتعَالِيمِهَا، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

أَمَّا بَعْدُ:

فَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي خَلَقَكُمْ، وَاسْتَعِينُوا عَلَى طَاعَتِهِ بِمَا رَزَقَكُمْ.

عِبَادَ اللهِ الْمُؤْمِنِينَ:

إِنَّ مِنْ أَحْسَنِ مَا يُخْتَمُ بِهِ هَذَا الشَّهْرُ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ: زَكَاةَ الْفِطْرِ الَّتِي شُرِعَتْ فِي شَهْرِ شَعْبَانَ مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ الْهِجْرِيَّةِ؛ لِتَكُونَ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ، مِمَّا عَسَى أَنْ يَكُونَ وَقَعَ فِيهِ مِنْ خَطَايَا الْآدَمِيِّينَ، وَلِتَـكُونَ عَوْنًا لِلْفُقَرَاءِ وَالْمُحْتَاجِينَ؛ فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ؛ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ» [أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ وَحَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ]. وَهِيَ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ فَرْدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، يُخْرِجُهَا عَنْ نَفْسِهِ وَعَمَّنْ تَلْزَمُهُ نَفَقَتُهُ؛ كَزَوْجَتِهِ وَأَوْلَادِهِ. وَتَجِبُ بِغُرُوبِ شَمْسِ لَيْلَةِ الْفِطْرِ، وَيَجُوزُ تَقْديمُهَا يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ؛ فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ؛ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ» [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ].

أَيُّهَا الْـمُسْلِمُونَ:

وَيَنْبَغِي الْحِرْصُ عَلَى أَدَاءِ صَلَاةِ الْعِيدِ بِإِتْمَامٍ؛ فَإِنَّهَا مِنْ شَعَائِرِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ: ]ومَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فإنّها مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ [ [الحج:32]. وَهِيَ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ وَاظَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا وَأَمَرَ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ أَنْ يَخْرُجُوا لَهَا. وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الْعِيدَيْنِ فِي الْمُصَلَّى. وَمِمَّا يُسْتَحَبُّ لَهَا: الِاغْتِسَالُ وَالتَّطَيُّبُ، وَلُبْسُ أَجْمَلِ الثِّيَابِ، وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُ لِلْخُرُوجِ إِلَى الْعِيدَيْنِ أَجْمَلَ ثِيَابِهِ، فَكَانَ لَهُ حُلَّةٌ يَلْبَسُهَا لِلْعِيدَيْنِ وَالْجُمُعَةِ. وَيُسَنُّ أَنْ يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ وِتْرًا قَبْلَ الْخُرُوجِ إِلَى الصَّلَاةِ فِي عِيدِ الْفِطْرِ؛ قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ، لَمْ يَخْرُجْ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ، يَأْكُلُهُنَّ إِفْرَادًا» [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَأَحْمَدُ وَاللَّفْظُ لَهُ]. وَيُسَنُّ أَنْ يَذْهَبَ لِمُصَلَّى الْعِيدِ مِنْ طَرِيقٍ وَيَرْجِـعَ مِنْ آخَرَ؛ فَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ» [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ].

مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ:

إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا عِنْدَ رَبِّنَا الرَّحْمَنِ، وَهَا نَحْنُ أُولَاءِ فِي خَاتِمَةِ شَهْرِ رَمَضَانَ؛ فَلْنَجِدَّ وَنَجْتَهِدْ وَنَتَدَارَكْ مَا بَقِيَ مِنْ خَاتِمَةِ الشَّهْرِ الْمُبَارَكِ، وَلْنَحْرِصْ عَلَى الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ، وَالْبِرِّ وَالصَّدَقَةِ وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَعَلَى حُسْنِ التَّعَامُلِ مَعَ الْخَلَائِقِ، وَأَنْ نَتَجَنَّبَ مَا يُنْكَرُ مِنَ الْأَفْعَالِ وَالْأَقْوَالِ وَنَحْرِصَ عَلَى كُلِّ مَا هُوَ لَائِقٌ، وَعَلَى إِحْسَانِ الْأَعْمَالِ والنِّـيَّةِ؛ عَسَى اللهُ أَنْ يُحْسِنَ لَنَا خَاتِمَةَ هَذَا الشَّهْرِ الْمُبَارَكِ، وَيَجْعَلَ أَعْمَالَنَا صَالِحَةً مَرْضِيَّةً. ]وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [ [المزمل:20].

اللَّهُمَّ اهْدِنَا لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنَّا سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنَّا سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ، اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ، وَغَضِّ الْبَصَرِ وَالْكَفِّ عَنْ سَائِرِ الْآثَامِ، وَاجْعَلْنَا فِي هَذَا الشَّهْرِ الْمُبَارَكِ مِنَ الْمُحْسِنِينَ الْمَرْحُومِينَ وَاجْعَلْنَا مِنْ عُتَقَائِكَ مِنَ النَّارِ وَمِنَ الْمَقْبُولِينَ الْفَائِزِينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ والْمُسْلِمَاتِ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْألُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ كُنْ لِأَهْلِنَا فِي فِلَسْطِينَ نَاصِرًا وَمُعِينًا، احْقِنْ دِمَاءَهُمْ وَاحْفَظْ أَعْرَاضَهُمْ، وَأَيِّدْهُمْ بِتَأْيِيدٍ مِنْ عِنْدِكَ، وَرُدَّ كَيْدَ أَعْدَائِهِمْ فِي نُحُورِهِمْ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْيَهُودِ الْغَاصِبِينَ، اللَّهُمَّ انْتَقِمْ مِنَ الصَّهَايِنَةِ الْمُجْرِمِينَ، وَرُدَّ الْأَقْصَى الْجَرِيحَ إِلَى حَوْزَةِ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَمِيرَنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ أَعْمَالَهُ الصَّالِحَةَ فِي رِضَاكَ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة

الرقعي - قطاع المساجد - مبنى تدريب الأئمة والمؤذنين - الدور الثاني